اياد السماوياياد السماوي

Loading

حقائق غائبة ..
بقلم أياد السماوي

اياد السماوي
اياد السماوي

منذ يومان ووسائل الأعلام العراقية المرئية والمسموعة والمكتوبة ، مشغولة في مناقشة قرار مجلس الوزراء بزيادة أسعار البانزين المحسّن والسوبر ، ويبدو أنّ بعض الجهات المعارضة لحكومة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني استثمرت هذا الموضوع لشن حملة تسقيط ضد حكومته ، وهذا مما دفعنا لتوضيح بعض الحقائق الغائبة عن الرأي العام والشعب العراقي .. فالعراق وبحسب أحدث الإحصاءات الرسمية يستهلك يوميا من مادة البنزين بأنواعه الثلاثة العادي والمحسن والسوبر ( ٣١ ) مليون لتر ، وحجم هذا الاستهلاك من مادة البنزين هو ثلاثة أضعاف ما يستهلك في تركيا التي يبلغ استهلاكها ( ١١ ) مليون برميل ، علما أنّ نفوس تركيا أكثر من نفوس العراق بكثير ، علما أنّ ٥٠٪؜ من هذا البانزين المستهلَك مستورد من الخارج ويكلّف الدولة أكثر من ثلاثة مليار دولار سنويا ، والحكومة تقدّم الدعم لمادة البانزين بنسبة تتراوح بين ٢٠٪؜ إلى ٦٥٪؜ ، وبحسب القاعدة الاقتصادية كلّما زاد الدعم لسلعة ما زاد الاستهلاك على هذه السلعة ..
الحكومة بطبيعة الحال درست هذه الحالة وانتهت إلى نتيجة مفادها أنّ كميات كبيرة من هذا البانزين المدعوم من قبل الحكومة تهرّب إلى كردستان وتركيا بسبب انخفاض سعره في محافظات الوسط والجنوب .. وإذا ما علمنا أنّ سعر البانزين العادي في كردستان يبلغ ( ٩٠٠ ) دينار للتر الواحد ، وسعر المحسن ( ١٢٥٠ ) للتر الواحد ، وسعر السوبر ( ١٥٠٠ ) دينار للتر الواحد ، بينما أسعارة في الوسط والجنوب هي ( ٤٥٠ ) دينار للعادي و ( ٦٥٠ ) دينار للمحسن و ( ١٠٠٠ ) دينار للسوبر ، وحتى مع هذه الزيادة لم تصل أسعاره إلى أسعار محافظات كردستان .. فهدف الحكومة من هذه الزيادة هو أولا التقليل من التهريب وثانيا لترشيد الاستهلاك وثالثا لتخفيف العبئ على خزينة الدولة والتقليل من الدعم ورابعا لزيادة ايرادات الدولة من أجل تخصيص هذه الأموال لأغراض الإعمار والبناء ..
ولعلّ السؤال الأبرز في هذا الموضوع هو كم تبلغ نسبة الإستهلاك من البنزين العادي الذي لم يتغيّر سعره إلى المجموع الكلي من البانزين المستهلك والبالغ ٣١ مليون لتر ؟ والجواب على هذا السؤال سيفنّد هذه الحملة السياسية المقصودة ، فنسبة الاستهلاك من البانزين العادي تبلغ ٨٢٪؜ من مجموع البانزين الكلّي المستهلك بأنواعه الثلاثة ، فإذا كانت الزيادة بسعر البانزين تشمل فقط ١٨٪؜ فلماذا هذا التضليل المتعمّد وتصوير الأمر باعتباره موّجها إلى الطبقات والفئات الاجتماعية من اصحاب الدخل المحدود ؟ ثمّ وهل يعلم الشعب العراقي أنّ البانزين المحسّن عندما تم إنتاجه لأول مرة عام ٢٠١٤ كان سعره ٩٠٠ دينار للتر الواحد ومن ثمّ تمّ تخفيضه إلى ٨٥٠ دينار للتر الواحد وبقى على هذا السعر مدّة سبع سنوات حتى عام ٢٠٢١ ، حيث خفظ السعر إلى ٦٥٠ دينار بسبب الكساد الذي رافق وباء الكورونا .. من جانب آخر أنّ أسعار زيت الغاز ( الديزل ) الذي يستخدم في سيارات النقل العام وسيارات الحمل لم يرفع سعره ، وبالتالي فإن الحديث عن أرتفاع في أسعار السوق ستترتب على ارتفاع أسعار البانزين المحسن والسوبر ، ما هي إلا عملية تضليل للرأي العام العراقي يراد منها توجيه السهام إلى حكومة السوداني ، ولأسباب سياسية بحتة ..
أياد السماوي
في ٢٨ / ٣ / ٢٠٢٤

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *