الخطابة و المصادر الورقية و الرقمية
بسم الله الرحمن الرحيم
و الحمد لله ربّ العالمين، و صلّ اللهم على محمد و آله الطاهرين
مقدمة
تذكرت أثناء كتابتي هذا المقال أنّه في حدود سنة 1418 هـجرية ، 1997ميلادية و حينما كنت في مدينة قم المقدسة أهيئ المقدمات لكتابة كتاب حول علماء القرون الماضية في بلدتي التي نشأت فيها و اسمها مقابا، و صدر لاحقا باسم «علماء مقابا و مصنفاتهم»، بحثت في عدد كبير من الكتب التراثية و التراجم و المصنفات حول كلمة المقابي، فكنت ابحث يدويا عن الكلمة في كثير من الكتب و خاصة في فهارسها، و طالعت فهارس كل المجلدات المطبوعة التي بين يدي حينها من «موسوعة الذريعة إلى تصانيف الشيعة» للشيخ آغا بزرك الطهراني رحمه الله، و هي موسوعة كبيرة و وصل مجموع أجزائها الآن خمسة و عشرين جزء، و كان ذلك أخذ مني وقتا طويلا و جهدا كثيرا.
و قد تواصلت حينها مع الشيخ علي الكوراني رحمه الله فأعطاني بعد أيام أوراق و بها نصوص و فقرات كتب مطبوعة تتضمن كلمة المقابي، مرتبة و منفصلة كل نص عن الآخر و مصادرها في الكتب، و فيها بعض ما قضيت وقتا طويلا للحصول عليه، فما صرفته أنا في مدة مديدة أخرجه الشيخ في دقائق معدودة، و كان حينها بداية انتشار الكمبيوترات، و استعمالها في المجال الاسلامي، و هذا يختصر بوضوح الفارق بين النسخ الورقية التقليدية للكتاب و النسخ الرقمية الالكترونية، من اختصار كبير للوقت و الجهد و حسن في العرض و التنسيق، و كان لدي اطّلاع و استخدام سابق بالكمبيوتر ولكن لم تكن العلوم الإسلامية مبرمجة بالشكل الحالي في تلك الأيام وليس للكمبيوتر انتشار واسع حينها.
تهيئة محتوى المحاضرة
تهيئة محتوى محاضرة أو مجلس يبدأ أولا باختيار الموضوع المناسب و عنوانه ، اختيارا يتناسب مع المخاطبين و المكان و الزمان و الظروف المحيطة ، و الهدف من المحاضرة لأجل توصيل المعنى المراد إلى المخاطبين أو المستمعين بأفضل صورة و اكثر فائدة.
و يحتاج المحاضر في إعداد مجلس أو محاضرة أو مداخلة في ندوة أو مؤتمر أو ورشة عمل أو دورة دينية إلى جهد و وقت و اجتهاد ، و كلما كان التحضير جيدا انعكس على إلقاء المحاضرة بالجودة، كما يحتاج إلى طرح الموضوع بطريقة سلسة و ممتعة للمخاطَب و بطريقة مؤثرة لشد انتباهه.
فإّذا تمت الخطوط العامة للمحاضر و مقدماتها، و توفرت كل الأفكار و المعلومات لديه و اكتمل إطار الحديث الذي يريد تناوله بجميع أبعاده الممكنة فإنّه ينتقل إلى التقسيم و الترتيب.
فيبدأ بتقسيم الموضوع و عناوينه، ابتداء بعنوانه الأصلي، ثم بتقسيم الموضوع إلى عناوين رئيسية و أخرى فرعية لتسهيله في حالة تحضيره و إلقائه للمتحدث، و لتسهيله بالنسبة إلى المخاطب أيضا، و ليحافظ على عدم الخلط في العناوين و عدم التداخل، فيحتاج إلى خطوط عامة و قواعد و عناوين ثم التفرع عليها بعناوين فرعية و جزئية.
أفكار الموضوع أو المجلس و المحاضرة يجب أن تكون مرتبة ترتيبا منطقيا مبتنيا على قاعدة معينة يستند إليها المحاضر، و الابتعاد عن الدمج والتداخل، و يحتاج إلى تسلسل هذه الأفكار بحيث يربط المخاطبون بينها و لا يجدون صعوبة في فهم العلاقة بينها.
و ينبغي أن يكون الموضوع مبسطا مفهوما للمخاطبين و لا يكون معقدا و ذلك مرتبط بالمخاطب و الظرف و الزمان و المكان لأنّ بعض الأماكن تحتاج أن يكون الموضوع و المحتوى غزيرا و بمستوى المخاطبين، كأن يكون المتحدث عن بحوث علمية دقيقة، أو بحوث حوزوية متقدمة، أما عموم النّاس فإنّ الخطابة تحتاج إلى مواضيع سهلة يسيرة يفهمها كل المخاطبين أو غالبيتهم.
كما ينبغي أن يقوم المبلّغ بالتحضير الجيد في كل جوانبه وقد يختار أو يضطر أن يبدأ المجلس بخبر مهم أو أمر يهم المخاطبين، أو إلفاتهم بحقيقة معينة، أو بشرى سارة يزفها، ذلك يمثل جذب للمخاطب، كما يشمل التحضير بعض القصص و اللطائف يطعّم بها المجلس من ضمن سياق كلامه لا خارج السياق، و كذلك بعض التجارب المفيدة لمجتمع المخاطبين، و لكن كل ذلك مع المحافظة على الوقار و الرزانة، كما يتجنب التجريح أو الاستخفاف في طرحه و يقدّم الدليل و الحجة على كلامه.
و في حالة إلقاء ندوات علمية او ورشة عمل إدارية أو دورة تدريب أو دورات دينية و منها دورات تجويد القرآن فإنّ الاستفادة من الصور و التشكيلاتالعصرية من رسوم و تصاميم و صور مركبة و نماذج ستكون مفيدة للمخاطبين و تجسد الكلام النظري، كما يمكن الاستفادة في الدورات الدينية و الورش التربوية من الأفلام القصيرة جدا و التصاميم المفيدة.
و في كل ما سبق يحتاج المبلغ و الخطيب أو المحاضر عامة إلى قاعدة معلومات واسعة و مصادر كثيرة للاستفادة منها في تحضير المحاضرات و المجالس و أهمها الكتب الرئيسية و الموسوعات
الخطابة و المصادر الورقية و الرقميةالكتب و الموسوعات
يحتاج المبلّغ إلى كتب كثيرة رئيسية و موسوعية لتحضير المجلس أو المحاضرة وهي المصادر و المراجع لمحاضرته، و لا يكتفي بالارتجال أو المعلومات الخاصة به فإنّها تنفد، و أهم عنصرين في هذا هما القرآن و روايات النبي و أهل بيته صلوات الله و سلامه عليهم.
ومن المفيد حين الإلقاء أن يذكر المحاضر المصادر التي استند إليها فإنّ ذلك يكسبه ثقة أكبر من المخاطبين، و يكون له أثر في الاعتماد على كلامه، كذلك ذكر الاقتباسات و الأمانة في النقل ضرورية للخطيب، و المرجع الأكثر اعتمادا في مواضيع المبلغ و الخطيب هو الكتاب، كما أنّ الثقافة السماعية أحد المصادر أيضا.
القرآن الكريم مصدر رئيسي للمحاضرات و المجالس، وهو المعتمد في كل زمان و مكان، فلا يُستغنى عنه أبدا فيحتاجه المبلّغ كما يحتاج كتب تفسير القرآن.
و يحتاج الكتب الأخرى عامة و هي المصادر الأكثر موثوقية لإنتاج محتوى محاضرات، و أكثر اطمئنانا من الوسائل الأخرى، ولكن الكتاب عامة لا يواكب الأزمنة اللاحقة فمع تقدم العلوم يقف الكتاب مع علم زمانه دون تطور و يحتاج من كاتبه أن يحدّثه مادام على قيد الحياة و خاصة في مجالات العلم و التكنولوجيا وهذا ما لا يحدث عادة.
و ليس كل الكتب صالحة لكل زمان و مكان، و ليست هي ناظرة إلى كل الحقائق، كما أنّ المعلومات فيها قد لا تكون كلها صحيحة، و ليس كل الكتب موثوقة فالكتب تعبر عن آراء أصحابها الذين قد يكونون صالحين أو طالحين، و مع هذا فهي الأوثق في المصادر المتاحة للمحاضر و الخطيب.
و ما يجري من كلام على الكتب يجري بدرجة متفاوتة في الدوريات ، الشهرية والفصلية إلا أنّ تلك الدوريات تكون أكثر تحديثا في معلوماتها عادة في أيام صدورها ثم تكون كالكتاب تجمد على ما كُتب فيها.
أما الاستفادة من الجرائد و الصحف و المجلات فهي أقل درجة من الوثوق و خاصة في جوانبها الدينية إلا تلك المتخصصة في شؤونها الدينية و من مرجعياتها صادرة.
و مع أنّ اختيار مصادر البحث يتعلق بنوع المحاضرة و نوعية المخاطبين أيضا و ظروفها العامة من زمان و مكان وغيره إلا أنّ الكتاب بأنواعه و فروعه و أوله القرآن و تفسيره، و كتب الحديث و الفقه و العقيدة و الأدب و التاريخ و السيرة و غيرها هي المصدر الرئيس لتحضير المحاضرة الدينية.
و يكون الاستفادة من المصادر كنوع مرجعية أو اقتباس و بنصوص محدودة و مشار إليها في المحاضرة أو المقال إن لزم الأمر و خاصة فيما يندهش منه المخاطبين كقصص الكرامات و المعاجز.
كما أنّ الاستفادة تكون من عدد محدود من المصادر و لا يكون الموضوع أغلبه خارج عن رأي الخطيب أو الكاتب إلا ما هو مشخص من عنوانه كأن يكون العنوان آراء الفقهاء في المسألة الفقهية الفلانية، و المتحدث أو الكاتب غير فقيه، فيذكر الآراء و ليس هو في موقع لإبداء رأيه.
كما أنّ الاستفادة من المصادر ينبغي أن يكون حسب الأهمية و الوثوق و المعلومة، و في مجالنا كمبلّغين فإنّ القرآن و كتب الحديث و خاصة الأصول الأربعة هي المصدر الرئيسي الأولي.
و أحد مصادر ثقافة الإنسان الثقافة السماعية من ألسنة الآخرين، و هو ما يسمعه الإنسان من كلامهم، وهي أكثر وسيلة في الانتشار، لكنها الأقل في الوثوق عامة، و هذه هي المستعملة في المجالس العامة و الخاصة، و خطب الجمعة عند جمهور المسلمين و هي مصدر لثقافة غالبية النّاس في المناطق العربية، فعادة أن النّاس لا تقرأ و لا تدقق في المعلومة إذا قرأتها، بينما يثق في إمام المسجد فيرسخ كلامه في ذهنه و يعتقد به و إن كان مخالفا للواقع.
و منه ما يسمعه النّاس في حياتهم اليومية من حوارات أو مناقشات هو أحد أطرافها أو سمّاعها، وما يسمعه من إذاعات وقنوات التلفزيونات.
و منه ما ينقله الإباء و الأمهات فهو مصدر رئيسي أيضا للمعلومات، و ما يُسمع من الأجداد في الجوانب التاريخية.
و على كلٍ إن استندت المعلومات إلى الكتاب أو إلى الأُذْن و اللسان فمن الضروري التحقق من كل المعلومات و القضايا و الروايات التي يأتي بها الخطيب فإنّ ذلك أكمل و أشمل للمجلس أو المحاضرة و أوثق، و كلما كان الخطيب رصينا و دقيقا في معلوماته كان أكثر نفعا للمخاطبين و راحة لنفسه أيضا.
التطور العلمي يغيّر النمط التقليدي
مع التطور العلمي و الطفرة الكبيرة في عالم الاتصالات و التقنيات و انتشار المعلومة عبر شبكة الانترنت أصبح من الضروري الاستفادة من المواقعالالكترونية و المواد الرقمية، و مع هذا التطور السريع أصبحت المكتبات الرقمية بديلا طافحا عن المكتبات التقليدية أو الورقية، حيث أنّها أكثر اتساعا و خصائصا و فائدة.
و شيئا فشيئا و منذ عقدين يتم التخلي عن المكتبة التقليدية و لواحقها من جرائد و صحف و مجلات و دوريات مطبوعة على الورق ، و كذلك من لوازمها من الفهرسة و التصنيف أو من التعامل مع روادها أو التنسيق مع المكتبات الأخرى، و بدأ يتحول النّاس إلى العالم الرقمي.
تطور العالم في جميع المجالات و في مجال الاتصالات أو ثورة الاتصالات في تكنولوجيا المعلومات أبدل المكتبات الورقية للكتاب بمكتبات رقمية أو الكترونية ضخمة تستغني عن المكان و سريعة البحث و قليلة الزمان، و تمكن الباحثين من الحصول على معلومات غزيرة ومتنوعة في مختلف المجالات و في كل بقاع الأرض و بتكلفة بسيطة و في زمن قصير.
و يعني بالمكتبات الرقمية (Digital Library) ، بالتي تملك مصادر إلكترونية محوسبة فقط و ليست مطبوعة، دون النظر إلى عرضها على الانترنت أو لا ، و يقابلها المكتبات الافتراضية أو التخيلية (Virtual Libraries ) وهي التي موجودة على الإنترنت وليس لها مكان في الواقع، بينما يشمل مصطلح المكتبات الإلكترونية (Electronic Library)، الشاملة للرقمية و الافتراضية ، وقد يكون لها مكان في الواقع.
و ما نشاهده من المواقع و المكتبات الالكترونية إنما هو مرحلة إنتاج الموقع او المكتبة بعد مقدمات و مراحل سابقة من العمل، و أما مؤسسة الموقع أو مؤسسة المكتبة الرقمية فهي مؤسسات يقوم فيها موظفون ذوو خبرة باختيار وتنظيم مصادر المعلومات الرقمية، و توفير جميع المعلومات النصية الرقمية لمستخدمي الموقع أو المكتبة، و بعدها يستطيع عدد كبير من المستخدمين المتوزعين في العالم من الوصول إلى هذه المواد الرقمية المعروضة مثل: النصوص، الصور، الخرائط، الأصوات، و يمكن لعدد كبير من المستخدمين استعمال المصدر أو الموقع الالكتروني في نفس الوقت.
و إذا اطلقنا على الكتاب التقليدي المكون من مجموعة الأوراق بالكتاب الورقي أو المصدر الورقي، و الكتاب المعروض على الوسائط الالكترونية و الكمبيوترية بالمصدر الرقمي أو الكتاب الرقمي، و قارنا بين المصادر الورقية و الرقمية فإنّ مميزات و خصائص المصادر الرقمية تفوق بكثير تلك الورقية، و ليس بينهما تقارن عديل أو تقارب.
خصائص و مميزات المصادر الرقمية
بالتجربة و الخبرة و الممارسة، و بالاستفادة من مصادر كثيرة حول المصادر الرقمية و مقارنتها بالورقية، يمكن ذكر عدد من المميزات و الخصائص التي تتفوق بها المصادر الرقمية الحديثة على الورقية التقليدية التي كانت سائدة لقرون عديدة، و أبرزها :
1– إمكانية البحث و الحصول على المعلومات في أيّ وقت و زمان ، ليلا و نهارا ، و على مدار الساعة.
2– سهولة البحث في المصادر الرقمية و تعدد خياراته بطريقة ذكية.
3– سهولة وسرعة الوصول إلى المعلومات المطلوبة .
4– إمكانية الحصول على المعلومات في أيّ مكان عن بعد دون النظر للحدود الجغرافية و الدولية.
5– اختصار الوقت و الجهد بشكل كبير .
6– إمكانية مطالعة الموضوع و الاستفادة منه من قبل عدد كبير من الباحثين في وقت واحد.
7– الخدمة شخصية مباشرة يقوم بها الباحث و ليس عليها جهد للأفراد أو المؤسسات أو المكتبات و موظفينهم.
8– القدرة الفائقة على تخزين المعلومات و النصوص أو المواد المستخرجة و كذلك ارشفتها.
9– القدرة على المقارنة المباشرة بين المواد المستخرجة في نصوصها.
10– التشويق في طريقة عرض المواد و النصوص مما يجعلها أكثر جذبا و شدا للقراءة و المتابعة.
11– استخدام ألوان إضافية مركبة و تضليل النصوص و الأشكال مما يشوق القارئ و خاصة الأطفال.
12– مميزات أخرى لها قابلية الزيادة في المستقبل كتصميم العرض و تنظيم المعلومات و استخدام نظم الاسترجاع.
13– التكاليف المناسبة للمكتبة الرقمية مع سعة حجمها.
14– المحافظة على الكتب القديمة و المخطوطات و فرصة حفظها عند عدد كبير.
15– الانتشار الواسع و صعوبة القدرة على حجب الكتب عن قرائها.
16– سهولة استخدام المصادر الرقمية، كما يمكن استرجاع المعلومات بسهولة و بوقت بسيط.
17– عدم إشغالها مكانا كبيرا كما هو الحال في المكتبات الورقية التقليدية.
18– تعدد الخيارات في المعلومات المطلوبة .
19– إمكانية تحديث المعلومات و تجديد المصادر بصورة مستمرة، و فيها استبدال و تغيير المصادر بغيرها متى لزمت الحاجة لذلك.
20– حل مشاكل أخرى في المصادر الورقية كالتآكل و التلف أو حتى التمزيق والخدوش و التجليد التي تتعرض لها المراجع و المصادر الورقية أو الكتب.
المستقبل للمصادر و المكتبات الرقمية
و بناء على هذه الخصائص و المميزات للمصادر و المكتبات الرقمية قياسا للمصادر و المكتبات الورقية أو التقليدية فإنّ الرقمية سيكبر انتشارها و يتعاظم دورها، و سيكون المستقبل منحازا لها، بل ستستحود على مجالها كاملا نظراً لهذه المميزات المتفردة لها و تنظيمها و فهرستها و طريقة عرضها.
لكن لن تكون الغلبة بينهما بالضربة النهائية أو القاضية بل ستبقى المكتبات الورقية كأماكن تخزين أشبه بالمتحف و يرجع إليها وقت الحاجة، كوقت معرفة الدقة في النص و استخراج مخطوطاتها الأصلية و طلب معلومات إضافية أخرى.
و إذا اردنا أن نعرف مصير المصادر و المكتبة الورقية في المستقبل غير البعيد فممكن النظر إليها بالنظر إلى الجرائد و الصحف الورقية اليومية التي تصدر الآن لكن لا أحد يقتنيها و قليلا قليلا تم التخلي عنها لصالح الجريدة الالكترونية، و أصبحت الورقية شيء من الماضي، بينما كانت في العقود الماضية من الألفية السابقة ممن أدركناه و عاصرناه نوعا من الغذاء الفكري و المصدر المعلوماتي و الخبر اليومي.
بل إنّ النظر للمستقبل مع طفرة ثورة الاتصالات و التكنولوجيا فإنّ من المؤكد أنّ النّاس سيستغنون شيئا فشيئا عن الورق و القلم في كتابة النصوص و الكتب بتحويل الألفاظ بنصوص رقمية مباشرة على جهاز الكمبيوتر أو على الهاتف النقّال، كما نقوم ببعضه الآن دون استخدام الأقلام و الأوراق.
كما أنّه ستكون هناك ثورة كبيرة و اتساع عظيم في الترجمة، و سيُقرأ الكتاب باللغة التي يريدها القارئ دون أن تكون هي لغة الأم للكتاب، بصورة سريعة و مباشرة و فورية في يوم نشر الكتاب على شبكة الانترنت.
و أما باستعمال الذكاء الاضطناعي فإنّ مجالات كثيرة ستكون عنصر تفوق كبير للمكتبة الرقمية على الورقية، إلا أنّ ذلك قد يُستخدم بطريقة سلبية كما هي كثير من المواد في الحياة لها قابلية الاستفادة المزدوجة الايجابية و السلبية.
مشكلات المصادر و المكتبات الرقمية
و مع هذا التفوق للمكتبة الرقمية على الورقية إلا أنّ المكتبة الرقمية لا تخلو من سلبيات و مشاكل ينبغي التوقف عندها و مراجعتها، منها :
1- مشكلة الاختراق الممكن في المصادر الرقمية من كتب و معلومات الكتب المنشورة على الانترنت.
2- مشكلة كبيرة في تصحيح المصدر و توثيق النص في المصادر و المكتبات الالكترونية الافتراضية القابلة للاختراق.
3– فقدان لذة مطالعة الكتاب مباشرة عند بعض الناس و خاصة كبار السنّ ممن اعتاد على مسك الكتاب و وضعه امام عينيه و يرى في ذلك متعة، و لكن هذه يمكن التغلب عليها جزئيا بطبع الكتاب على الورق و تحويله من رقمي إلى ورقي.
4– التكاليف الكبيرة في استعمال المصادر الرقمية في بعض البلدان قياسا لفقر تلك البلدان، و عدم توفر الكهرباء و الانترنت لعدد من تلك الدول كما في بعض دول أفريقيا.
5– التكاليف الباهظة للتجهيزات التقنية اللازمة مثل أجهزة الكمبيوتر لبعض الدول متدنية الدخل.
6– فقدان القراءة المحكمة ، ذلك أنّ التعوّد على قراءة الكتب بالنسخ الرقمية قد تؤدي إلى فقد القراءة المتأنية لأنّ الرقمية تتسم غالبا بالسرعة و العجلة و تفقد الدقة و الإتقان و التركيز مما يجعل قارئها يفقد القدرة على فهم الفقرات الأدبية و معانيها بشكل أدق و اعمق.
7– كثرة المصادر و المعلومات التي ستصل في بعض المكتبات للملايين ، فهذا الزخم و الضخ من كثرة المعلومات و وفرة المصادر سيعيق الباحث كما يعيقه قلّتها !.
و تسبب تشتتا و تشويشا فيجد الباحث صعوبة في تحديد المعلومة أولا و في وثوقها ثانيا من بين الكم الهائل من المعلومات، و هذا يتطلب وقت و جهد للوصول على ما يبحث عنه و قد يصل إلى خلل تمييز و تحليل المعلومات.
و عليه فلابد من السعي في تقليص تلك المصادر و اختيار باقات معينة و حصر البحث بالاعتماد على مصادر و مكتبات موثوقة و غنية، و يحدّد المعلومة التي يريدها بالدقة، كما يحتاج إلى تنظيم المعلومات.
8– الإمكانية السريعة في كسر الحقوق .
المصادر الرقمية و مشكلة الحقوق
إنّ كسر حقوق النشر و الملكية في عدد هائل من المعلومات و الكتب المنشورة على الانترنت تمثل مشكلة كبيرة، و هذه الحقوق و إن كانت تنتهك أيضا في الطبعات و النسخ الورقية حيث تنشر خارج الحقوق و لكنها ليست بذات التعديّ في الانتهاك و سعته، أما في المصادر أو الطبعات و النسخ الرقمية فقد فقدت السيطرة على حفظ الحقوق تقريبا، و ما أن توضع على شبكة الانترنت حتى يتم تكرار و تضاعف نشرها من آخرين في حالة مرغوبيتها و بالتالي تصل إلى عدد كبير من المستخدمين في آن واحد مما يعني فقد السيطرة على مواقع و أماكن نشرها فضلا عن حفظ حقوقها.
و ممكن أن نتخيل الضرر الأكبر في انتهاك الحقوق فيما لو تم نسخ الطبعة الأولى من الورقية و توزيعها في الانترنت باسم شخص آخر عدوانا و قهرا، ثم انتشرت النسخة الرقمية بالاسم المزيّف انتشارا واسعا و تكثرت في الانترنت و تم تنزيلها في أجهزة الكمبيوتر، فإنّ من نتائجها عدم تصديق الكاتب الحقيقي بأنّه صاحب النسخة و الحقوق، و يصبح الصادق متهما و المزيّف مصدقا، هذا و إن كان افتراضا قليل الاحتمال لكنه قابل للحدوث، لأنّ من الحالات أنّ الكتاب التقليدي الورقي الذي ينشر و يوزّع في مدن محدودة السكان أحيانا يتم استبدال اسم صاحبه بآخر تزويرا و ينشر، ثم تحدث مناوشات، و بين الوصول إلى حقيقة التزوير و ردّ اعتبار الكاتب الحقيقي زمن يمر عبر المحاكم و القضاة و هو ليس قليلا، فكيف بهذا التزوير إذا كان في شبكة الانترنت سريعة الانتشار و الانبساط.
و لقد حصلت لي طرفة أو نكتة لطيفة في هذا المجال فقد كتبت سنة 2009 ميلادي كتابا و طبعته ورقيا، ثم رأيته صدفةً منتشرا في شبكة الانترنت في أحد المنتديات في حلقات بعد شهر و نصف من طباعته تقريبا فقد حصل ناشره على نص الكتاب كاملا، و كانت تلك فترة رواج المنتديات و تسمى أيضا الملتقيات حيث يجمع المنتدى الأشخاص من ذوي الاهتمام المشترك ليتبادلوا الأفكار والنقاش فيما يعنيهم و ينشروا ما يهمهم، و تم الاستفسار لواضع حلقات الكتاب عن نشره في المنتدى خلاف حفظ الحقوق، فذكر بعد أن نشره كاملا في نهاية الحلقات أّنه واجه ضغطا لإيقاف نشر الكتاب بحجةحفظ الحقوق، و قد انتشر الكتاب بالانترنت و لابأس في ذلك و الحمد لله و جزى الله الناشر خير الجزاء، و لكنه مثال لكسر الحقوق و إمكانية النشر دون معرفة الكاتب و دون إجازته.
نماذج من المصادر و الموسوعات الرقمية
لإنتاج محتوى المحاضرات يتوفر على شبكة الانترنت للباحثين الإسلاميين و العلماء و طلاب العلوم مواقع مميزة لا يستغنون عنها في بحثهم و بحوثهم، وهي غنية بالمواد و واسعة في الفروع، وهي كثيرة على شبكة الانترنت الآن.
و من المواقع و المصادر التي تكون مفيدة في مطالعتها باستمرار للمعلومات التي تقدمها بشكل مستمر، المواقع التالية:
1- موقع نور (مرکز التحقیقات الکمبیوتریة للعلوم الإسلامیة)
موسوعة ضخمة و موقع كبير و تخصصي و متعدد و مهم بعنوان inoor.ir ، يديره مرکز التحقیقات الکمبیوتریة للعلوم الإسلامیة (نور) ، و هو – كما جاء في تعريفه – مؤسسة بحثية تعمل على تسهيل الوصول إلى مصادر ونصوص العلوم الإسلامية والثقافة الدينية و التحضيرات المتعلقة بها باستخدام تكنولوجيا المعلومات و الاتصالات، لتقديم فكر أهل البيت (عليهم السلام) للعالم.
و أقسامه في مختلف مجالات العلوم الإسلامي من علوم القرآن، و التفسير، و علوم الحديث، و الأدعية و الحج، و نهج البلاغة، و الكلام، و الفلسفة، والجغرافيا، و التاريخ و العادات، و الفقه، و المبادئ، و الأخلاق، و التصوف، والأدب، و المنطق.
ومن إنتاجه مكتبة نور – noorlib.ir – و تحتوي على نحو 45000 کتاب في أكثر من 67000 جزء، بما في ذلك أربعة وعشرون مليون صفحة صور بتنسيق (PDF) وأكثر من تسعة ملايين صفحة نصية بتنسيق (HTML) من أهم المصادر التخصصية للعلوم الإسلامية، إلى جانب إمكانيات البحث والخدمات الدراسية الواسعة، وله مكانة خاصة بين الطلاب والباحثين في الحوزات العلمية و الجامعات.
و من أقسامه قسم جامع القرآن الكريم – quran.inoor.ir – من سور و تفسير و ترجمة و علوم و غيرها.
و جامع الأحاديث – hadith.inoor.ir – و تضم كتب الحديث مع الأسانيد و الترجمة و الشروح.
و موسوعة ويكي نور و قواميس، و يعتبر أبرز موقع شيعي على شبكة الانترنت، يفيد الباحثين بالاستفادة منه و جعله واجهة أساسية في بحثهم.
2- مكتبة أهل البيت عليهم السلام
مكتبة أهل البيت عليهم السلام، بعنوان ablibrary.net ، و هي مكتبة إسلامية شاملة تحتوي على آلاف الكتب من جميع المذاهب الإسلامية مع إمكانية البحث و سلاسته، و المطالعة فيها، و كذلك إمكانية تنزيل الكتب على جهاز الكمبيوتر، و تضم باصدارها الحالي ١٨٨٣١ مجلدا في 39 موضوعا، تمتاز بسلاسة البحث كما تمتاز بسهولة نسخ النصوص.
وجاء في الإصدار الثاني – 2010:
أهم ميزات هذا البرنامج أربعة : كثرة مصادره، وسرعة البحث، وتنوع الإمكانات والمخطوطات.
الأول: مصادره تشمل أهم المؤلفات الأصلية والفرعية عند المسلمين على اختلاف مذاهبهم.
الثاني: سرعة محرك البحث فيه، فهي ما زالت رقماً قياسياً في محركات البحث في العالم العربي.
الثالث: بإمكان الباحث أن يضيف بنفسه الكتب التي يريدها إليه، حتى لو كانت عشرة آلاف مجلد و أكثر، فإن البرنامج يضمها اليه باسم « مكتبتي » و يتعامل معها كأي كتاب أصلي فيه.
الرابع: إمكانية إضافة المخطوطات التي تريدها الى البرنامج، حتى لو كانت ألوفاً، فيضمها الباحث إلى البرنامج، و يتعامل معها ككتاب مصور.
مكتبة سهلة الاستخدام و سلسة العرض و البحث و النتائج و مفيدة للباحثين للاستفادة من كتبها و موسوعاتها.
الموسوعة الالكترونية لمدرسة أهل البيت (ع)، بعنوان wikishia.net، موسوعة افتراضية منشؤها و إدارتها بإشراف المجمع العالمي لأهل البيت (ع)، انطلقت في سنة 2013، و رسالتها – كما جاء في تعريفها- توضيح المفاهيم التي لها صلة بمعرفة الشيعة والمدارس الأخرى التابعة لمدرسة أهل البيت (ع)، و هذه المفاهيم تشمل العقائد، والشخصيات، والعلوم (كعلم الكلام، والفقه، وأصول الفقه)، والكتب، و الأماكن، و الأحداث، و المراسيم والعادات، و الفرق المعتقدة بأهل البيت (ع)، و تاريخ التشيع.
تبتعد ويكي شيعة عن تقديم التفاسير والآراء الشخصية، والنظريات غير المثبتة، وتترك الأمر للقارئ حتى يحكم هو على الاختلافات العلمية والتاريخية، كما تأخذ جانب الحياد في هذا المضمار، ونظراً إلى الاختلافات المذهبية، يعتمد كتّاب الويكي على أمهات المصادر أو المصادر المقبولة لدى أكبر الطائفتين الإسلاميتين الرئيسيتين الشيعة و السنة، كما أنّ الموسوعة تشتمل حاليا على 22 لغة، منها العربية، و الفارسية، و الإسبانية و الإنجليزية، و الفرنسيّة، و جاء في تعريفها في الغاية والباعث من التشييد أنّها لتبيين مدرسة أهل البيت (ع) و الدفاع عنها.
و حول سياستها ذكرت أنّها تنتهج الحيادية و اعتماد الآراء الموثوقة علمياً، و مراعاة الاحتياط، و توثيق المصادر.
و حول مميزاتها ذكرت أنّها تشتمل على قابلية التعديل والتصحيح الدائمين، و إمكانيّة تحديث بيانات المقالات و الإضافة على مضامينها، و اشتمالهاعلى صفحة نبذة تاريخيّة للمقالة، و صفحة التغييرات التي تمّ إحداثها في معرض رؤية المتصفّحين، و إمكانيّة استرجاع الموضوعات والتغييرات السابقة، و كذلك إيجاد العلقة و الارتباط بين مداخل الموسوعة بعضها البعض، و استخدام التصنيفات في ذيل كلّ مقالة، و تشتمل كلّ صفحة ومقالة فيها على صفحة لتثبيت تعليقات المشاهدين عليها. وتمكّن صفحة الحوار القرّاء من درج آرائهم في ما يتعلّق بالمقالة وأن يوصلوها إلى كاتب أو كتّاب المقالة أو محرّرها.
و أهم ما في موسوعة ويكي شيعة هي الرصانة و الاطمئنان من المعلومة و الوثوق فيها مع ذكر المصادر و الدقة و الإيجاز، و هي مهمة للباحثين للاستفادة منها.
محرك بحث شيعي باسم صلوات، و بعنوان slawat.net، يجري البحث في المواقع الشيعية ليوفر الوقت والجهد بدلا من البحث في موقع جوجل العام و محركات البحث الأخرى، و يقوم بالبحث في أبوب عديدة تندرج تحت قسم (المزيد) ومنها:
القرآن – الامام المهدي (عج) – علماء الشيعة – عقائد الشيعة – فتوى الشيعة – مراكز الشيعة – مؤسسات الشيعة – كتب الشيعة – مجلات الشيعة – صوت الشيعة – فيديو الشيعة – أخبار الشيعة – اسرة الشيعة – نقاش الشيعة – تواصل الشيعة – قنوات الشيعة.
5- المكتبة الرقمية (سوق الکتاب) القائمیة
مكتبة شاملة رقمیة من مركز القائمیة ، بعنوان ghbook.ir ، لنشر الكتب الإلكترونية في شبكة الإنترنت، و أجهزة الكمبيوتر، و أقراص و أنظمة تشغيل الهواتف المحمولة : الروبوت (اندروید).
و تضم فئات الكتب : المعارف القرآنیة، معارف نهج البلاغة، معارف الصحیفة السجادیة، المعصومون عليهم السلام، الشخصیات و الأصحاب و العلماء، الحدیث، الأدیان و المذاهب و الفرق، الاعتقادات، الأعمال العبادیة، الأخلاق الاسلامي و التربیة الاسلامیة، المناسبات، الفقه و الأحکام، الحوزوي، العلوم و الفنون المختلفة، المتفرقات و المعلومات العامة، التاریخ و الجغرافیا، الأدب، الطبابة، الدراسي و التعلیمي،الطبقات الإنسانیة، الأسرة، الحجاب و العفاف، السؤال و الجواب، المجلات و المقالات و المنشورات، الکتب المصادر، الکتب المصورة،المخطوطات.
و تشمل الكتب عدد من اللغات كالعربية و الفارسية و الإنجليزية و الكتب الأذربيجانية و الكتب الاندونيسية و الكتب الصّينية و الکتب الأوردية و الأسبانية.
و ذكر الموقع أنّه يوفر للمستخدمين سهولة الوصول مع المرافق الكاملة إلى 17000 كتاب.
موقع و مكتبة جيدة العرض ، يستحق المطالعة و الاستفادة منه.
إضافة إلى المواقع العامة، مثل :
الموسوعة الحرة ، بعنوان wikipedia.org ، وهي أحد أشهر المواقع الإلكترونية التي تقدم معلومات حول المواضيع المختلفة في كل مجال، و تتم كتابة المعلومات بخط سلس وسهل، ويمكن لكل فرد في المجتمع فهمها واستخلاص النتائج بسهولة.
لكن المشكلة الكبرى فيها أنّ محرريها هم الرواد العامون للانترنت و بالتالي فإنّ درجة وثاقتها تضعف و تتفاوت من موضوع لآخر حسب الاختلافات و شدتها بين النّاس في المواضيع المختلفة، و مع هذا فهي مصدر سريع و سلس لإنشاء المحتوى مع الانتباه لدرجة الوثوق من عدمه، كما أنّ الحشرات الالكترونية أو الجيوش الالكترونية قد تجد فرصتها في التدخل فيها فتشوه معلوماتها و تزيّف حقيقتها.
و ذكرت أنّها هذا اليوم 25-06-2024 توجد بها 1٬235٬600 مقالة باللغة العربية في مختلف التصنيفات من أديان، أعلام، تاريخ، تكنولوجيا، ثقافة،جغرافيا، رياضيات، طب، طيران، علوم، رياضة، و كيمياء.
يحتاج الباحث عن المعلومات الرقمية على جهة تبحث له المعلومات في حال عدم علمه بمكانها المخصص، و اشهر تلك المواقع الباحثة هو محرك جوجل، بعنوان google.com .
الغرض الرئيسي من بحث جوجل هو البحث عن نص في المستندات التي يمكن الوصول إليها عمومًا، و هو محرك البحث الأكثر استخدامًا على شبكة الانترنت، و يوفر بحث جوجل أيضًا العديد من الخيارات المختلفة للبحث المُخصص، باستخدام الرموز لتضمين أو استبعاد أو تحديد أو طلب سلوك بحث معين.
موقع نور – موقع جامع الأحاديث (نور)
مكتبة أهل البيت عليهم السلام الالكترونية
موقع ويكي شيعة
محرك بحث صلوات
موقع ويكيبيديا
محرك بحث جوجل
موقع المكتبة الرقمية (سوق الکتاب) القائمیة
موقع المعاني
محمد جواد الدمستاني
18 ذي الحجة 1445 هجري
الموافق 25-06-2024 ميلادي
الخطابة و المصادر الورقية و الرقمية1
التطور العلمي يغيّر النمط التقليدي6
خصائص و مميزات المصادر الرقمية7
المستقبل للمصادر و المكتبات الرقمية9
مشكلات المصادر و المكتبات الرقمية10
المصادر الرقمية و مشكلة الحقوق11
نماذج من المصادر و الموسوعات الرقمية12
1- موقع نور (مرکز التحقیقات الکمبیوتریة للعلوم الإسلامیة)12
2- مكتبة أهل البيت عليهم السلام13
5- المكتبة الرقمية (سوق الکتاب) القائمیة16