على ضؤ الدعوة التي وجهت الى السيد علي السراي رئيس المنظمة الدولية لمكافحة الارهاب والتطرف الديني لحضور فعاليات الدورة السابعة والعشرين لمجلس حقوق الإنسان التابع للامم المتحدة في العاصمة السويسرية جنيف بين الفترة ١٤- ١٨ من الشهر الجاري حيث تناول السيد السراي في المؤتمرات الجانبية والتي عقدت على ضوء الدورة السابعة والعشرين لمجلس حقوق الإنسان الشأنين العراقي والسوري وما يواجهانه من مؤامرات إقليمة ودولية تنفذها عصابات داعش الارهابية وبقايا أيتام النظام الصدامي المقبور وما اقترفوه من منكرات الجرائم بحق الشعبين العراقي والسوري وعلى رأسها جريمة العصر سبايكر التي ارتكلتها تلك العصابات بحق أبناء العراق في قاعدة سبايكر الجوية في صلاح الدين والتي طالب السراي فيها الامم المتحدة ومجلس الامن بتدويلها شانها شأن كل جرائم الحرب التي أرتكبت بحق الانسانية ناهيك عن جرائمهم الاخرى بحق الاقليات المسيحية والايزيدية والشبك والتركمان ونزوح اكثر من مليون وثمنمائة الف عراقي ومهجر بفعل العمليات الارهابية
كذلك طالب السراي المجتمع الدولي بضرورة دعم الحكومة العراقية المركزية في مواجهتها مع الارهاب وتسليح الجيش العراقي وقوات الحشد الشعبي كي يتمكنوا من مواجهة الارهاب والارهابيين والحاق الهزيمة بهم.
كما شارك السراي في مؤتمر المعارضة البحرانية والذي سلط الضوء على ما يجري في البحرين من جرائم القتل والتنكيل التي ترتبكها السلطات مع مرتزقة درع الجزيرة بحق الشعب البحراني ناهيك عن الاعتقالات التعسفية وأوضاع سجناء الراي وناشطي حقوق الانسان وضرورة وقوف المجتمع الدولي مع محنة الشعب البحراني . كذلك كان هنالك حضورللاخوة في الجمعية العراقية الالمانية ممثلة برئيسها الاستاذ مجيد الطائي والذي حضر وشارك في مؤتمرات عدة حول قضايا تتعلق بالشان العراقي وما يتعرض له الشعب العراقي من عمليات إرهابية على يد عصابات داعش الارهابية .
وفيما يلي نص الكلمة التي القائها السراي في الامم المتحدة.
السيدات والسادة المحترمون
اسعدتم مساء
في الوقت الذي نجتمعُ فيه هنا، في الامم المتحدة هُناك رؤوس لإبرياء في العراق وسوريا تُقطع، وأعراضُ تُنتهك، ونِساءُ تُباع في سوق النخاسة والرقيق، ناهيك عن سياسة تكميم الافواه ومصادرة الحريات العامة والخاصة .
إنهم داعش.. أو ما يسمى ( بتنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام ) والذين اتخذوا من القتل والذبح عقيدةَ لهم، لبناء خلافتهم المزعومة على حساب دماء الشعوب والتنكيل بها، مسوخُ بشرية، تجردت من كل القيم والمشاعر الانسانية، تحمل فكراً ظلامياَ منحرفاَ لا يعرفُ لغةَ غير لغة القتل والذبح، وفق أيديولوجية إرهابية لا تفرق بين دين وآخر – أو قوميةِ وأخرى، فالجميع وفق منظورهِم التكفيري مستباحةَ دمائَهم وأعراضَهم.
داعش..الخطر الذي لا يتوقف عند حدود وأسوار العراق و سوريا..إطلاقا.. بل سيتعدى ليكون خطراَ يُهدد الامن والسلم العالميين.
نجتمع هنا اليوم… لدق ناقوس الخطر المٌحدّق بالبشرية، ونقولُ لهم، لقد عانينا في بلداننا ولم نزل نعاني من هذا الارهاب الدموي الكارثي، وتكبدنا مئات الالاف من الشهداء والجرحى والمفقودين، وجيوشاَ من المعاقين واليتامى والارامل، واكثر من مليون وثمانمائة الف مُهجّر ونازح، قد تركوا مُدنهم وقُراهم وبيوتَهم خوفاَ من الذبح والقتل وقطع الرؤوس وحفلات القتل الجماعي، ولهذا فنحن لا نريد أن نشاهد هذه الجرائم هنا، في دولِكم، وشوارعِكم وأزقتِكم وفي مدارسِكم وأسواقِكم وبيوتِكم وحتى رياض الاطفال ، تماما كما حدث في بلداننا.
ان خطورة هذا التنظيم الارهابي، تكمن في استقطاب كُل إرهابيي العالم، ناهيك عن الشباب الغربي والاوربي ، من الذين غُرر بهم والذين أصبحوا إرهابيين ومجرمين سفاحين قتلة، يشكلون خطراَ حتى على دولِهم التي جائوا منها، وسيكون الهدف الأول لجرائِمهم حين عودتِهم، هم الابرياء ، الذين يدفعون ثمن السياسات الخاطئة لحكوماتِهم، والتي تغض الطرف عن الارهاب بصورة أو بأخرى، ولا تألوا جُهداً في محاربتهِ وملاحقة الداعمين والحاضنين والمموليين له، والقضاء عليهِم في عِقر دارهم.. وعليه فاننا نناشد شعوبَ العالم وحكوماته ونُطالبُهم بضرورة التحرك الجاد والسريع للقضاء عليه قبل استفحال أمره وفوات الاوان.
فما أن سيطرت عِصابات داعش الارهابية، وتمكنت من إحتلال مُدن ومناطق في سوريا والعراق، حتى بدأت الانتِهاكات الصارخة لحقوق الانسان ومسلسل القتل والذبح والتنكيل والتهجير والإغتصاب والسجن للابرياء المدنيين وغير المدنيين، بما يتنافى والاعلان العالمي لحقوق الانسان الذي أقرته الجمعية العامة للامم المتحدة.
ومن جرائِمهِم المروعة بحق الانسانية هي:
١- سبايكر … جريمة العصر … التي إرتكبتها عصابات داعش الإرهابية بالتعاون مع أيتام النظام الصدامي المقبور في قاعدة سبايكر الجوية في صلاح الدين، وذلك بقتل أكثر من ١٧٠٠ طالب، في تلك القاعدة وبدم بارد على أساس طائفي، تلك الجريمةُ النكراء والتي نطالب مجلس حقوق الانسان التابع للامم المتحدة وكذلك مجلس الامن بتدويلها ، شأنُها شان كل الجرائم التي أرتُكبت بحق الانسانية في راوندا ويوغسلافيا السابقة ودارفور وسوريا وخصوصا بعد أن عَرف الجناة ومن يقف ورائهم ويدعمهم.
٢- قتلُ وذبح الالاف من الابرياء والتنكيلُ بهم وتهديم بيوتهِم وسرقة أموالِهم.
٣- هجرة ونزوح أكثر من مليون وثمانمائة الف عراقي من أربعة محافظات، والقرى والقصبات التابعة لها، وفق اخر الاحصائيات ، وهم يعانون من النقص الحاد في المياه الصحية والمواد الغذائية ، وكذلك قلة لقاحات الاطفال وإرتفاع درجات الحرارة والتي أدت إلى وفيات الاطفال الرضع، حيث ذكرت مفوضية حقوق الانسان نزوح اكثر من ١٥ الف طفل وهذا الرقم فقط من محافظة الموصل بما يتنافى وحقوق الطفل الذي أقرته الجمعية العامة للامم المتحدة
٤- تهديم المراقد المقدسة للانبياء ( كالنبي يونس والنبي شيت والنبي جرجيس عليهم السلام ) وكذلك مقام الامام زين العابدين في قرية علي رش ومقام الامام الرضا عليهم السلام ومعابد الايزيدية في سنجار وبعشيقة وبحزاني ومقام العباس في منطقة القبة شرق الموصل ومقام السيدة زينب عليهم السلام في سنجار. وكذلك مراقد الصحابة الكرام ( كحجر بن عدي وأويس القرني عليهم السلام) في سوريا إضافة الى الكنائس والمعابد والمساجد والحسينيات في قرى الشبك وتلعفر والعشرات من المزارات، بعد تفخيخها بعبوات ناسفة وكذلك قتل العشرات من رجال الدين الذين رفضوا مبايعتِهم.
٥- استهداف وقتل وتهجير الاقليات الدينية والعرقية والاثنية كالتركمان والشبك والمسيحيين والايزيديين الذين اجبروا على تغيير دينهم قسرا . وهنالك الان اكثر من اربعة الاف عائلة مسيحية في الاردن ولبنان وتركيا. وفقا للمعلومات التي وصلتنا من وزارة الهجرة والمهجرين.
٦- أسر أعداد كبيرة من الايزيديين في قضاء سنجار وخطف وإغتصاب النساء الايزيديات ، والتي أدت إلى إنتحار الكثير منهن خوفاً من الاغتصاب والخطف وكذلك جريمة بيعهن في سوق النَخاسة، وهي الجريمة التي لم يشهد لها مثيلا في التاريخ، إلا في العصور المظلمة.
٧- جريمتُهم المروعة بحق المئات من السجناء الشيعة في سجن بادوش وتصفيتُهم بشكل وحشي
٨- تدمير التراث الحضاري والثقافي والاماكن الاثرية الشاهدة على التعايش الحضاري السلمي، كما حدث في سوريا والعراق ، وهذا بحد ذاته يرقى إلى مستوى جرائم الحرب، لانه يستهدف هوية وتاريخ الشعوب.
ايها السيدات والسادة
إن إدانةَ داعش من قبل مجلس حقوق الانسان العالمي التابع للامم المتحدة ، كان له الاثر الطيب في نفوسِ كل الشعوب التي أكتوت بنارِهذا الارهاب، ورسالةُ أمميةُ واضحة لا لبس فيها، للدول الاقليمية الداعمة له وهي خطوة إيجابية مهمة وفعالة في محاربة الارهاب والارهابيين. وداعميهم ومموليهم وملاحقتِهم قانونياَ أفراداَ كانوا أو مجموعاتِ أو دول ، باعتبارِهم مجرمي حرب قد اقترفوا جرائمَ إبادةِ جماعية، وجرائمَ ضد الإنسانية، والتي يُعاقب عليها القانون الجنائي الدولي.
اننا إذ نثمن هذه الادانة الاممية للانتهاكات الصارخة لحقوق الانسان، والمجازر والمذابح المروعة التي ارتكبتها عصابات داعش الارهابية، بحق الشعب العراقي والشعب السوري، نستنكر في الوقت نفسه قيام بعض الدول التي تدعي محاربة الارهاب وهي ضالعة به، بتشكيل تحالف هش غير فعال بقصد محاربة الارهاب ونطالب بأن يكون هنالك تحالف جدي حقيقي تشارك فيه كل دول الجوار الاقليمي والتي لها االتاثير الايجابي المباشر في إستقرار الامن في العراق والمنطقة باسرها، ومن هذه الدول الجمهورية الاسلامية الايرانية .فكيف يكون هنالك تحالف حقيقي لمحاربة الارهاب دون إشراك الجمهورية الاسلامة الايرانية والتي ساهمت وتساهم بشكل فاعل في إرساء قواعد السلام في المنطقة.
وبناء على كُلِ ماتقدم نُطالب بما يلي:
١- دعم الحكومة العراقية المركزية في حربها ضد الارهاب، وكذلك تقوية وتسليح الجيش العراقي وقوات الحشد الشعبي وتجهيزهم باحدث الاسلحة كي يتمكنوا من مواجهة الارهاب والارهابيين والحاق الهزيمة بهم.
٢- تسليط الضوء على جرائم داعش الوهابية التفكيرية، وملاحقة عناصِرها، وتقديمهُم إلى المحاكم الدولية، بإعتبارهِم مجرمي حرب، ومسؤولين عن إرتكاب جرائم إبادة جماعية وجرائم ضد الانسانية.
٣- تشكيل فريقِ أممي متخصص، وإرسالهُ إلى العراق، لُيُشاهد بأم العين، حجمَ الكارثة الانسانية التي الحقتها عصابات داعش الإرهابية، في المدن والمناطق المنكوبة التي سيطرت عليها في العراق وكذلك سوريا ولقاء الضحايا، وأهالي الضحايا كي يقفوا على حقيقة ما جرى .
٤ تشكيل لجان أممية، لتقييم حجم النازحين والمهجرين وتقديم المساعدات العاجلة لاكثر من مليون وثمانمائة الف نازح ومهجر في العراق، وهذا بحد ذاته يشكل كارثةَ إنسانيةَ مهولة، تقع على عاتِق الجميع مسؤولية تحجيمِها ووضع حد لها.
٥-ملاحقة الدول التي تدعم الارهاب، وتمولهُ مالياً وعسكرياً و تسوِقهُ إعلامياَ، وإقامة دعاوى ضدها في المحاكم الدولية كونها هي المسبب والمحرض والشريك الاساسي في العمليات الارهابية وملاحقة المسؤولين في تلك الدول وتقديمِهم إلى العدالة.
٦- تشكيل فريق من المحامين الدوليين المتخصصين في مجال مكافحة الإرهاب، وبالأخص الإرهاب الفكري والديني، لملاحقة كل من يدعو إلى بث الفرقة بين بني البشر من خلال الفتاوى التي تكفر هذا الطرف أو ذاك ، على أسس دينية أو إثنية أوعرقية أو طائفية.
٧- بما أنَ سلاح الإعلام في هذا اليوم، يعد من أكبرِ وأهمِ وأخطرِ الأسلحة التي تستطيع قلب الموازين والحقائق، من خلال تأثيرها المباشر على الشارع، وهذا ما رأيناهُ من تأثر الشباب الغربي وإنضمامه إلى التنظيمات الارهابية كداعش وغيرها ، فقد أصبح لزاماً علينا جميعاً مواجهة هذا الخطر الذي من شانهِ حياكة المؤامرات والدسائس وخلق صراعات مؤدلجة لبث الفرقة وضرب وحدة واستقرار شعوب العالم ، التي تتطلع الى الامن والامان والعيش بحرية وسلام .
وأخيراً نتوجه بالتحية والسلام إلى قائد الزحف المبارك سماحة الامام المفدى السيد علي الحسيني السيستاني دام ظله وإلى الغيارى الشجعان من ابطال الحشد الشعبي وقواتنا المسحلة الباسلة الذين تصدوا لعصابات داعش الارهابية في كل شبر من أرض العراق الطاهرة…
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
صور المؤتمرات الثلاثة