Loading

العبادي وثمن الصعود

أكيد أن الجموع التي باركت وهللت داخليآ من فرقاء سياسين وخارجيآ من دول ومنظمات دوليه لم تكن صحوه ضمير منهم ولا توبة لخطيئه أقترفوها بحق الشعب العراقي ولكنه أغراء لتمرد وأستدراج لمصيده أعدوها سلفآ.

دعونا نترك التوقعات أعلاه ولو هو توقع جاء نتيجة لمعرفه دقيقه لواقع , وأستنطاق له ولكن نبدأ من واقع صعود السيد العبادي وأشغاله لمنصب رئيس الوزراء, وأكيد أنه سوف يتعامل مع نفس الفرقاء الذين تعامل معهم سلفه وهو عارف بهم وخابرآ لهم , ولا ننس أنه كان أحد أهم أفراد كابينة المالكي السياسيه, بل وساعده الأيمن, وهو من ساجل الكثير من هؤلاء الفرقاء , ولكن بقدرة قادر أعطوا ظهورهم للأول , وأحتظنو رفيقه العبادي , هنا هو الأستفهام؟.

أرجوا أن لا تكون العمليه عمليه أستغواء له ولا أستفراد به, ولا جميلآ عليه لكي يخضع لأبتزازهم عن طريق الأستجابه لمطالبهم الغير مشروعه, وهي بالتأكيد نفس المطالب التي رفعوها بوجه السيد المالكي وكانت السبب بأستكراههم له,لأنه رفض الأستجابه لكل ما هو غيرقانوني وشرعي.

اليوم العبادي أمام سيل من المطالب التي سوف تقدم من قبل متحدون , ومن يسير في فلكهم , وهي مطالب طالما جاهروا بها من أمثال ألغاء أجتثاث البعث, بل والمطالبه بدمجهم أي أعني البعثيون, بالعمليه السياسيه,كذلك الغاء ماده أربعه أرهاب وأطلاق سراح الأرهابين من أبنائهم, كل ذلك يتوج بتعويضهم. هذه المطالب لا يبدوا أنهم يتنازلون عنها , لأنها هي سبب وجودهم في العمليه السياسيه, والمهمه التي أنتدبوا لها بالنيابه عن أسيادهم , القابقين خارج البلاد, وهذا ما أكده النائب الطائفي أحمد المساري. أما الأكراد فلا أرى في الأفق أنهم سوف يخففوا من مطالبهم التوسعيه, والتي من أولها ضم كركوك الى كردستان والسكوت ,بل والموافقه على سرقات النفط , وعدم المطالبه بأسترجاع المسروق من أموال النفط المهرب. صحيح أرجح أن يتظاهروا  كمتعاونين وناصحين , ولكن هذا لا يدوم , وسوف كلاهما سوف يكشر عن أنيابه.

السيد العبادي في موقف لا يحسد عليه, وهو سوف يكون بين ذراعي كماشه, وأن قابلوا صعوده بأبتسامه صفراء.

العبادي أمام أمرين. الأمر الأول أن أستجاب لهذه المطالب ,فقد أفرغ العمليه السياسيه من محتواها, وغدر بأهله ,وتنكر لناخبيه وضيع حقوق المحرمين, وبالتالي سقوطآ سياسيآ مروعآ . أما الأمر الثاني هو أن يبدي صلابه مشفوعه بتكتيك خلا منه السلوك السياسي للسيد المالكي والذي حتى لو أبداه السيد العبادي قد لا يشفع له أمام أصرار فرقاه السياسين . هؤلاء الفرقاء الذين يمتلكون أحترافآ سياسيآ قائم على أساس قضم الأخر والتظاهر دائمآ بعدم الرضى والتباكي من الأقصاء. هذه سفونيتهم سوف تستمر بالعزف عند تولي السيد العبادي , وسوف لا تتوقف الا بمعزوفة الأنتصار وهي بنظرهم الأنقضاض على السلطه .

أن عدم أستجابة السيد العبادي لكل مطالب هؤلاء , سيجد نفسه أمام أنياب مكشره ووجوه مكفهره , عندها سوف يجد العبادي نفسه لا سند ولا ظهير, بعد أن تمرد على رفيقه صاحب الأراده الحديديه, وعنئذ يسقط التحالف بالضربه القاضيه, ويرجع جمهور التحالف بخفي حنين وعنئذ يعود الى نقطة الصفر.

يمكن للتحالف تجنب هذا السقوط وذلك بالدعم اللامحدود وبالأنسجام التام بين المتبقي من أطراف التحالف الوطني والذين أبدوا تأيدهم للسيد العبادي, وذلك بعدم السماح لمتحدون والأكراد بالتطاول على الدستور, أو محاولت تجاوزه.

أن كان أطراف التحالف جادين بحماية التجربه الجديده , عليهم أن يتذكروا سلسلة التنازلات المؤلمه لصالح شركائهم  السياسين , وأن لا يسمحوا بالمزيد منها, وهذ كما ذكرت يتطلب موقفآ وحدويآ حاسمآ من أطراف التحالف الوطني, لأن أي حالة ضعف أو تهاون سوف يعجل بسقوط سريع ومغزي للسيد العبادي.

صحيح  أن صعود السيد العبادي ما كان ليكون لولا خطأ وعناد المالكي, بالتوازي مع تربص خصومه له, والذين أستغلوا الأزمه بحرفيه عاليه, وأن كانت غير أخلاقيه, وذلك بأستخدام الدواعش كرأس حربه في المعركه السياسيه, ولا أحد ينكر للأستخدام الخبيث والشيطاني لداعش من قبل الأكراد وقوى متحدون, والذي حقق لهم ما عجزوا منه طوال هذه السنين, حيث تحطمت كل محاولاتهم على صخرة المالكي الصلبه, ولكن داعش هو من فتح لهم ثغره في سور الجيش العراقي وشكل ضغطآ على الدوله, وأربك المشهد لصالحهم.

نحن ننتظر ما تحمله الأيام القادمه من أحداث ,وما يترشح من محادثات السيد العبادي مع شركاءه السياسين ومدى أستجابتهم له , وأما نحن الفقراء الى الله فليس لنا الا أن نقول , اللهم أنا نرغب اليك في دوله كريمه , تعز بها الأسلام وأهله وتذل بها النفاق وأهله, وترزقنا فيها كرامة الدنيا والأخره, اللهم آمين.

اياد الزهيري

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *