علي السراي

Loading

الكرادة والشرف المنتهك بصمت…

بقلم: علي السراي

في كل محفل من محافل العالم، وكل مؤتمر في الامم المتحدة وفي أي اجتماع ولقاء … ما أن تقول أنا عراقي … من العراق، حتى تحضى بابتسامة خفيفة ترتسم على محيا من هم حولك، وايماءةً من الراس تترجم إلى مفردات الإعجاب والاطناب وقبولٍ لكَ من مُحدثيك أن أكمل كلامك فنحن نستمع، فالعراق بنظر كل هؤلاء يعني كلمة ، وموقف ، تكتنفه كل قيم الرجولة والبسالة والشهامة والغيرة والشرف… ذلك الذي أُريق ويراق على جوانبه الدم في كل معركة بين الفضيلة والرذيلة.
كان هذا قبل دخول تنظيمات الإرهاب التابعة للاستكبار العالمي والممولة من خلايجة الاعراب وخيانة دول الجوار التي فتحت حدودها على مصراعيها أمامهم، لا لشيء، إلا لتركيع عراق علي والحسين واستبداله بعراق تابع ذليل حقير خالٍ من منظومته الأخلاقية المترسخة في وجدان وضمائر شعبه الحية.
وحينما رأي الاستكبار العالمي أن سبب إندحار تنظيماته الارهابية وفشل مخططاته التي عصف بها أرض العراق، ذهب يبحث عن الاسباب، أسباب قوة هذا البلد ومنعته، فحصل على مايريد، ووصل إلى مبتغاه،
ألا وهو ذلك الشرف المعمد بالقاني المباح.
فأعاد العدو لملمة شتاته من ارهاب وتنظيمات، وهذه المرة بأدوات مختلف، فغاب الشيشاني والافغاني وبقية جوقة الارهاب عن الساحة ، وحل محلهم أدوات محلية الصنع ممثلةً بسقط المتاع ممن باعوا الشرف والغيرة والناموس واستبدلوها بالدولار الذي أعمى البصيرة والابصار ،ويقيناً بالتعاون مع فاسدين في هذا المفصل أو ذاك من الدولة، ناهيك عن جيوش من المرتزقة والجاهزين لحرق البلد.
وكل أولائك يأتمرون بوكر الارهاب في بغداد ( السفارة ) التي أُعز إليها البدأ بتنفيذ الوجه الاخر لمخطط داعش وتنفيذ أجندته التي تضرب وحدة العراق ومنظومته الاخلاقية وكل ماله علاقة بالشرف ومشتقاته.

والأمر لايحتاج إلى حصافة عقل لمعرفة من هو الهدف الاول فمن غيرها؟ إنها المراة العراقية الطاهرة، حُصن العراق وسوره المنيع، تلك التي قدمت قوافل الشهداء من أفلاذ الاكباد على منحر الشرف المراد انتهاكه من قبل أمريكا ومخططاتها الشيطانية كداعش وتوابعها.
فبدات السفارة بمنظمات الانحلال الخلقي والاخلاقي ممن ينضوون تحت إسم ومظلة ( المجتمع المدني ) والتي تم اختيارها بعناية وبإشراف دقيق من قبل مختصين في أساليب الحرب الناعمة تحت مسميات عدة منها ( مشروع تاهيل القادة الشباب ) وأخر بإسم (تبادل الخبرات والثقافات بين العراق وأمريكا) مروراً (بتقديم برامج ومنح دراسية لمن يريد ) ولم يكن خاتمتها مشروع ( إيليپ الشيطاني والسيء الصيت )
وما ان أُطلق العنان لهذه المخططات بقيادة تلك المنظمات المشبوهة حتى احترق العراق بلوثة تشرين الدموية، لتكون أول معول يدكُ منظومة القيم الاخلاقية. فكان ماكان من هذه اللوثة التي وقا الله العراق شرها بعد أن كادت تبتلعه فتنة عمياء صماء طخياء حالكة السواد تلتهم نارها الاخضر واليابس، حتى بدأت السفارة بمخططها الاخر … مخطط ( الجندر ) والذي لا يستهدف هذه المرة النساء فقط، بل والرجال والاطفال والحجر والمدر.بدأً من قانون تمكين المرأة مروراً بالشذوذ الجنسي ولن يكون المارثون المختلط الذي يريدون اقامته في النجف والناصرية والبصرة أخر ما في كنانتهم من سهام الشر، بل وهناك المزيد والمزيد.
وعودٌ على بدء لموضوعنا القديم المتجدد والذي يشير الى إعتماد السفارة وتركيزها على ضرب مراكز استراتيجية لدى المكون الشيعي في هذا المكان أو ذلك، على ان يبقى الشرف هو المستهدف الاكبر في مخططهم الشيطاني، فكان للكرادة الحصة الكبرى ليبدأ مسلسل الغزو الناعم بقفازات حرير والادوات هذه المرة هي كوفيشوبات وكازينوهات مختلطة ومراكز للصحة والتجميل ومراكز للمساج تنتشر تباعاً هنا وهناك ، فلا يكاد حيّ أو شارع أو زقاق إلا وفيه وكر شوب للدعارة يشغل البنات والصبايا وبمختلف الاعمار ،وهكذا شيئاً فشيئاً بدأ الفساد ( المُقنن ) يستشري في كل تلك الاماكن وسط استنكار أهالي الكرادة الكرام الذين يئنون تحت سياط الفساد الجديد.
وحينما يحاول أحدنا فتح هذا الملف وتسليط الضوء عليه كما فعلنا قبل اكثر من ١٠ اعوام، يخرج عليك أصحاب الأوكار تلك بأوراق تثبت قانونية عملهم وبموافقات رسمية تشعر من خلالها أن هنالك يد تتعمد نشر الفساد والرذيلة من داخل مؤسسات الدولة التي ينخر مفاصلها الفساد أصلا منذ سقوط صنم البعث الكافر.
وعليه نطالب المؤسسات المعنية بتحمل مسؤولياتهم الدستورية والقانونية والاخلاقية والبدأ بحملات مفاجئة لمكافحة الفاسد المستشري ليس في الكرادة فحسب ، بل في كل مكان في بغداد، وخاصة مايعرف بمراكز التجميل والمساج، فقد وصل السيل الزُبى ولم يعد في قوس الصبر منزع ، فما كان العراق أو يكون مكسراً لعصى الفساد والفاسدين وهو من قد عُرف بعراق علي والحسين، عراق المرجعية والحشد المقدس، عراقٌ كانت وما زالت وستبقى هويته حسينية مهدوية محافظة.
وتبقى الام والاخت والابنة العراقية رمزٌ للعفة والطهر والشرف رغم كل أمواج الفساد العاتية التي تتكسر عند أعتاب تلك البيوت والدور التي خرّجت أبطال وقدمت قوافل من الشهداء الذين وقفوا بوجه المقبور صدام الكافر، مروراً بالحشد المقدس الذي أذل أمريكا وعسكرها وتنظيماتها الارهابية، أولائك الابطال الذين أنجبتهم تلكن الحرائر الشريفات العفيفات من نقيات الجيوب والخاليات من العيوب في عراق علي والحسين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *