Loading

 

المثقفون والمسؤليه الوطنيه

لا شك ان المسؤليه الوطنيه مهمه تقع على عاتق الجميع , جميع المواطنين, رجال ونساء, علماء وبسطاء, أغنياء وفقراء, حيث تنبع فريضة الواجب هذه , هو أنهم أبناء وطن واحد وللوطن على المواطن حقوق, ولكن هناك تفاوت في تحمل المسؤليه الوطنيه, وسبب هذا التفاوت هو ما يتمتع به البعض من أمكانيات وأستعدادات يفقدها البعض الأخر. طبيعي للواجب الوطني أشكال تتنوع بتنوع مهماته, فالواجب في حالة السلم غيره في حالة الحرب وفي بلد الحريه السياسيه غيره في بلد الاستبداد, ولكن نحن في العراق أمام ظواهر شاذه وهي مع الأسف كثيره وخطيره , منها على سبيل المثال الأرهاب بقيادة السلفيه الجهاديه , الفساد الأداري , الظاهره الصداميه ,المتمثله بالسلوك النفعي والثقافه ذات البعد الفردي والمناطقي, اللا أباليه الأجتماعيه……!.

السؤال ,بماذا يقابل المثقف هذا الزخم الهادر من الظواهر الشاذه والكارثيه على وطنه والتي تهدد وجود وطن ومصير شعب. من الطبيعي أن يكون ردت فعله متناسب بما تمليه عليه مشاعره الوطنيه والأنسانيه والدينيه في الذود عن حرمة هذا الوطن المستباح مع الأسف من بعض أهله جهلآ ومن أعداءه قصدآ.

السؤال الذي يحتاج الى جواب, الا لهذا الوطن الذبيح من أبناء يقتصوا له ممن أستباحوا حرماته ونهبوا ثرواته واسترخصوا دماء أبناءه. هذا الموقف لعراق اليوم يذكرني بموقف الأمام الحسين (ع) عندما  قل الناصر وغدر الناس , حين قال قولته المشهوره (الا من ناصر ينصرنا). هذه المواقف هي من تحتاج الى مواقف تاريخيه يتصدى لها الرجال الرجال و وكان من هؤلاء الرجال الحر الرياحي  ولكن ألم يكن هناك من مثقفي العراق من له موقف الحر الرياحي ليساهم في تحرير وطن من الخائن المحلي والمتآمر الأجنبي.

أن للمثقفين حصة الأسد في هذه المهام الوطنيه, لأنهم يمثلون عقل الأمه وفكرها الثاقب وضميرها الأمين, فحاضرنا الأليم أحوج ما يكون لرجال ثقافه أمتداد لرجال سبقوهم بتفجير أروع الأنجازات الحضاريه وأعظم الملاحم البطوليه, حيث جعلوا من دمائهم مداد سطروا به أعلان الثوره على الظالمين وسددوا فيه أراء المحريين. أنها دعوه للمخلصيين ممن حملوا الثقافه شعارآ لهم أن يرتدوا لباس المجاهدين في معركة الوجود لبلد اسمه العراق وأن يبعدوا عن أذهانهم الصوره التي تقول أن الثوره يخطط لها الحكماء وينفذها المجانين, فأذا كان الذي يحرر بلده من قبضة الشيطان في عرف البعض بمجنون , فلنكن كلنا مجانين ما دام هذا الجنون يريح وطن من قصة عذاباته الطويله.

أنها دعوه لأن يترك المثقفون أبراجهم العاجيه ويغادروا مثاليتهم القحوح وأن ينزع الكثير منهم ثوب الأنتهازيه عن طريق التزمير والتطبيل لمن يستهويه هوس العمل السياسي , جاعلآ منه مكتبآ للأعلان عن نفسه, عارضين سلعتهم لمن أعطى وأكرم من المال الحرام.

أني أعيب على الكثير ممن يدعوا الثقافه على ما يعرضونه من كتابه سلعيه في سوق المهاترات وتسويق المغالطات وتحريف الحقائق , وانها تعبر عن خيانه للنص عبر لويها لعنق الحقيقه وتجهيل للجمهور عبر مساهمته في خلق حاله من الفوضى الذهنيه له , في وقت يستدعي منه العمل على أستنهاض الحاله الثوريه والتنويريه لكي يتحول الى مواطن أيجابي يستجيب لنجدة الوطن عند المحن.

أن الصوره التي أستعرضناها هو وصف حال ولكن أصلاحه ليس بالمحال, لذا ينبغي على رجال الثقافه أن يأخذوا دورآ رياديآ في أصلاح الأوضاع العامه للبلد بعد أن عجز السياسيون عن ذلك , وطبيعي لكل عمل رؤيه , ورؤيتنا المتواضعه تكون عبر التالي من الخطوات:

1- أن يساهم المثقفون الملتزمون في الحركه الواعيه للمهمه التغييريه ذات الأبعاد الحضاريه, والمشاركه في الحمله الشامله من التوعيه الجماهيريه ,عبر التركيز بالأبتعاد عن ثقافة الأستهلاك , والتي لو تمكنت في فكر وسلوك المواطن لأسترخص كل ما هو عزيز , ويفتح الباب على مصراعيه لضرب كل القيم النبيله في المجتمع , وهذا من اخطر السلوكيات التي تستباح بها الشعوب والبلدان وكذلك الأديان.

2-أن يعمل المثقف على أمتلاك وعيآ معرفيآ نافعلآ للأمه, وذات مقاصد أنسانيه وأسلاميه, وأن يكون ملتزمآ بقضايا أمته ومترفعآ عن الحساسيات الفئويه الضيقه.

3-أن أن المثقف العراقي قد ورث وضعآ ثقافيآ مترديآ وذو تركيبه عشوائيه مخيفه, تقتضي تشخيصآ واعيآ لهذا الواقع, والعمل على أبراز الثقافه الأصيله لهذا الشعب , بعيدآ عن المستوردات من الثقافات الدخيله على شعبنا.

4-أن يقدم المثقفون كل ما يرونه عاملآ مساعدآ في وضع الحلول الواقعيه لمشاكل الوطن المثقل بتراكم السياسات الرعناء من الحكام الجهله , وأن لا تكون تصوراته أرتجاعيه وبعكس الأهداف الحقيقيه للشعب , بل يجب ان تكون جزءآ حيآ في حركة المجتمع الصاعده.

5-المطلوب من المثقف الحقيقي الأبتعاد عن الصراع الحزبي والفئوي, ناقلآ طاقة الصراع بأتجاه العدو الحقيقي للوطن والشعب , وألا سوف يدان بالمساهمه بأستنزاف القوى الوطنيه في صراعات جانبيه لا تخدم الا اعداء الوطن.

أن كل ما تقدم قد يساهم وبشكل بسيط في توضيح الصوره التي قد تكون غامضه عند الكثير , وأرجوا أن تكون مساهمه متواضعه في فك ألتباس ما غمض من الصوره ,وعسى ان تساهم بجزء من الحل الذي لا يمكن أن يكون الا بمساهمة الكثير من الجهود وبذل الكثير من الطاقات الخلاقه لأن المهمه ليست بالسهله ولكنها ليست بالعسيره على شعب أبتكر الحرف وساهم في بناء الحضاره الأنسانيه ولا زال يحمل الكثير من الأبداع ويختزن الكثير من العبقريه .فالأمل ليس بالمستحيل ولكن مفتاحه الأخلاص والعزيمه والعمل معجونه بقيم أنسانيه وأسلاميه رفيعه.

 

أياد الزهيري

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *