د.عباس مزبان العيساوي

Loading

قدرة الله وانتقامه من الظالمين

ذكرى الاعدام هي  يوم السقوط 

في لحظات تاريخية معينة، تتجلى قدرة الله في الانتقام من الظالمين، وتظهر آثار ذلك في الأحداث العظيمة. إن استشهاد السيد محمد باقر الصدر، الذي وقع في 9 نيسان 1980، لم يكن مجرد حدث عابر، بل كان بداية لرحلة طويلة من الظلم والظلمات التي مرت بها الأمة. لقد كان الصدر رمزاً للفكر والتجديد، حيث سعى لإحياء علوم الدين والفلسفة، وقدم مشاريع فكرية رائدة لم تُكتب لها الحياة بسبب الظروف القاسية التي عاشها.

لكن، كما يقول البعض، “ما ضاع حق وراءه مطالب”. ففي ذكرى إعدامه، سقط النظام الذي أعدم الصدر، وكأن قدرة الله أرادت أن تُظهر أن الظلم لا يدوم، وأن الحق سينتصر في النهاية. هذه اللحظة كانت تجسيداً لعقيدة الانتقام الإلهي، حيث تمثلت قدرة الله في استعادة العدالة للذين فقدوا أرواحهم في سبيل الحق.

لقد جعلت قدرة الله يوم سقوط نظام صدام الظالم في نفس يوم ذكرى استشهاد السيد محمد باقر الصدر. 

كان السيد محمد باقر الصدر لديه مشروعه الفقهي التجديدي في العلوم الدينية، فقهًا وأصولًا وتفسيرًا. كما كان لديه مشروع فكري دافع فيه عن كامل الفكر الإسلامي ضد الهجمات التي استهدفته، حيث كتب العديد من المؤلفات المهمة مثل “اقتصادنا”، و”فلسفتنا”، و”الأسس المنطقية للاستقراء”، و”الإسلام يقود الحياة”، وغيرها من الكتب التي تركت أثرًا عميقًا في الساحة الفكرية.

ولم يكن السيد محمد باقر الحكيم بعيداً عن هذه المحنة؛ فقد كان من أبرز المساندين للسيد محمد باقر الصدر. وقفت قيادته في تلك الظروف الصعبة كرمز للوحدة والتضحية، حيث عمل على توجيه الأمة وتعزيز روح المقاومة في وجه الظلم. إن جهود السيد الحكيم وجهاده كانا من الأسباب المهمة في إسقاط نظام صدام، حيث ساهم في تنظيم صفوف المجاهدين وتحفيز الشعب على النضال ضد الظلم والاستبداد.

لقد كان السيد محمد باقر الصدر يتطلع إلى قيام نظام عادل يجمع الشعب تحت راية الإسلام، بعيداً عن الظلم والتعسف. سعى إلى بناء مجتمع يسوده الحق والعدالة، ويعزز القيم الإنسانية النبيلة.

إن قدرة الله في الانتقام من الظالمين تُظهر لنا أن الحق لا يموت، وأن الظلم لن يستمر. فاستشهاد السيد محمد باقر الصدر كان له أثر في استنهاض  نفوس الكثيرين لحمل راية الجهاد ضد نظام الطاغية صدام وكان لكتاباته الاثر في ايجاد موج ثقافي ديني ملتزم هدفه جعل حياتنا اقرب الى مشروع الخلافة الالهي الذي اختارنا الله وجعلنا حملته ، وعلينا أن نستمر في حمل راية فكره ومشروعاته، لنحقق ما كان يطمح إليه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *